إطلاق تجريبي

النجاح ملك لمن يدفع الثمن

الكاتب: عبدالرحمن عبدالعزيز العريفي

تميزك الوظيفي تكريماً منك واليك

في العقود الماضية كان العمل الوظيفي مهمة اعتيادية يقوم بها الموظف خلال ساعات الدوام الرسمي خالية من الأهداف، أو من ثمار يجنيها مقابل ذلك المجهود اليومي على مدار العام، وقد كان ذلك سلوكاً سلبياً، ونظرة خاطئة كان نتاجها تعطيل الأعمال وتأخيرها بدون سبب مقنع.

ومع التطور الذي غزا الحياة المهنية داخل بيئة العمل، ونشاء التقدم في الخدمات والإجراءات بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وبدأ العمل على الإدارة الحديثة، بوضع أهداف لكل موظف يتوجب عليه تحقيقها مع نهاية كل شهر، ليقيم آخر العام على إجمالي الأهداف المحققة مقابل ما هو موضوع له من أهداف ينبغي تحقيقها، وبالتالي يمنح الزيادة السنوية التي يستحقها.

فلم تعد الوظيفة كما كانت وقتاً يمضي لينقضي الشهر ويتسلم كل موظف راتبه، بل غدت عملاً مضنياً وشاقاً يسعى من خلالها كل موظف لإثبات ذاته والتفوق على غيره بتحقيق أهدافه بإتقان وجودة عالية للفوز بلقب الموظف المتميز لشهر (…) ومن ثم التكريم الذي سيناله من قبل المنشأة برعاية أصحاب القيادة بقمة الهرم الوظيفي، ويعتبر المدير المباشر صاحب دور مهم في تحفيز مرؤوسيه للنضال والفوز بذلك التكريم من خلال نشر ثقافة التميز والإبداع والتحفيز في بيئة العمل بفتح طرق التواصل الأفقي مع جميع الموظفين.

فالتميز رحلة عمل مستمرة على مدار العام لا تتوقف فيها المنافسة، وتتطلب بذل الجهد في ظل التحديات المستمرة والمتسارعة، فتحقيق التميز والمحافظة عليه يتطلب من الموظف إعطاء الكثير مما لديه من الجهد والعمل والتعلم والمثابرة ليتمكن من تحقيق الأهداف المطلوبة وزيادة لما لذلك من إيجابيات وثمار سوف يجنيها، والتي منها التكريم الذي يهدف لتشجيع ورفع الكفاءة بشقية المعنوي والذي يتوجب فيه التنويع حتى لا يمل الموظف من الحصول على نفس الحافز كلما تميز، وبالتالي لا يفقد التميز قيمته في نظر الموظف (الشهادات التقديرية، الهدايا…) والمادي (صرف مبلغ مالي مجزٍ كمكافئة مقطوعة) وكلاهما يهدف لحث الموظف لبذل المزيد من الجهد والعطاء والتطوير لتقديم أفضل الخدمات وأبرز الإنتاجيات لما فيه مصلحة العمل والإرتقاء به، والذي يعود بالإيجابية على الطرفين (المنشأة والموظف) والتميز لا يمكن أن يتمتع به الموظف إلا من خلال الاهتمام بالعميل الذي يعتبر العنصر الأساسي لبقاء المنشأة واستمرارها ونجاحها، وهو من يكرم لأجله الموظف، فهذه الخطوة الإيجابية التي سنها من كانت له نظرة ثاقبة بعيدة المدى لها تأثير قوي في نفس الموظف، وهي ما تجعله يضاعف جهده بصدق وإخلاص من أجل المحافظة على درجة التميز التي نالها.

ونعلم بإن تقدير الموظفين ومكافآتهم ليس من الموضوعات التكميلية التي يكون من الطريف أن تقوم بها، فعندما تقوم بتقدير الموظفين ومكافأتهم بصورة صحيحة فإن هذا التقدير يصبح دافعاً قوياً يؤدي إلى الإنتاجية بصورة كبيــرة – فكم هي جميله هذه الخطوة التي بدأت تخطوها المنشآت الأهلية لتزرع في نفوس موظفيها الإنتماء والولاء والكفاح.فشكراً لكل من ساهم ويساهم في تكريم المتميزين من منسوبي الشركات والمؤسسات.

فعندما يتعايش الموظف مع نفسه بتقييم نفسة ومكافأتها قبل مديره ، يبدأ بالتعايش بالرضا الوظيفي ، وتخلق مزيجاً ممتع بين العمل والحياة الشخصية.

وهذا يعني لك أيه الموظف إنك سعيداً ومتميز بمخرجاتك في العمل لأن العمل يلبي معايير الشخص اولاً ، ومن ثم الجودة التي تقدمها منظمتك لك من تقييم سنوي وتكريم.

ولكي تكون متميزاً فلا بد من السعي الدائم لامتلاك المهارات والمعارف ولمواكبتها ومن أهمها :

  1. أن تكون متميزاً في علاقات داخل بيئة العمل.
  2. أن تكون سريع البديهة وسريع الفهم للتوجيهات.
  3. أن يكون لديه القدرة على الاستمرارية في العمل.
  4. أن تكون متميزاً بالانضباط.
  5. أن تكون ماهراً بالتواصل.
  6. أن تكون مشاركاً في وضع الخطط والحلول لإنجاح عملك.
  7. أن تكون فاهماً لأنظمة العمل والإجراءات.

وجهة نظر :أتمنى أن تجد تفاعل من قبل أصحاب القرار بأن يكون هناك تكريم آخر بالإضافة للتكريم المعنوي والمادي بحيث يمنح الموظف المميز دورات تدريبية ذات مضمون هادف في مجال العمل خارج دائرة المنشأة ليكتسب خبرات إضافية جديدة يستفاد منها في رفع أهداف المنشأة بصفة عامة.

نصيحتي لكل مسؤول عن تقييم الموظف : أتق الله ولا تتعامل مع موظفيك الا بما يرضي الله ، لا بهواك ولا تكن حجتك النظام.

أعجبتني مقولة احد المدراء (تقييمي للموظف لمن يدخل مكتبي ويطالب بحقوقه) والأخر يقول (الموظف الذي يدخل مكتبي ويطلب اعطيه) وحجتهم بأن الموظف الذي لا يتكلم اكيد عارف بمنجزاته وراضي بتقييمه.

قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا)

الذين يضارون بالموظفين الأبرياء والأكفاء، إنما هم أناس ظالمون وذووا بهتان، وقد حذرنا الله من إيذاء المؤمنين بغير حق، فقال سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}. وقال: وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {النساء:112}.

قال عليه الصلاة والسلام: يقول الله: ( يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا).

بالنهاية لا تبرر أفعالك بهواك.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*
*